الشیخ غریب رضا
الموقع الشخصی
الشیخ غریب رضا
الموقع الشخصی

المشاركات الاخيرة

صورة بألف معنى: الحشد أمان وضمان للسلام

28/06/2021 المقالات
صورة بألف معنى: الحشد أمان وضمان للسلام

صورة بألف معنى: الحشد أمان وضمان للسلام

بقلم: الشيخ غريب رضا

الشعب العراقي يعبّر عن إرادته

صورة بألف معنى تحمل في طيّاتها الكثير من القيم الإنسانية والدينية المتعالية يخضع أمامها المنصف المتجرّد من العصبيّة القوميّة والطائفية والأهواء السياسية. لايمكن للإنسان أن يغضّ الطرف عن هذا المشهد العظيم ولايسع أحد أن يمرّ عليه مرور الكرام بل حري لجميع الأحرار أن يتوقّفوا عنده ويقرؤوه ويتأمّلوا فيه ليستكشفوا من خلاله إرادة الشعب العراقي بمختلف مكوّناته الدينية والمذهبية والعرقية لوأد الطائفية وتجاوز هذه الفتنة العمياء التي هي رجس من عمل الشيطان الأكبر!

سعت وسائل الإعلام الغربية والعربية بكلّ ما أوتيت من قوّة من تقنيات الحرب الناعمة، لقلب الحقيقة وشيطنة الحشد الشعبي وتصويره ميليشيات تعمل خارج إطار القانون وولائها لغيرالوطن وهي تعمل لصالح مذهب ضد بقية الأديان والمذاهب! بینما الحقيقة عكس ذلك تماماً: الحشد الشعبي تنظيم عسكري رسمي ضمن القوات المسلحة ويعتبر من القوات الرديفة للجيش العراقي على أساس قرار البرلمان العراقي ويعمل تحت إشراف القائد العام للقوات المسلحة العراقية وأثبت إخلاصه ووطنيته بتحرير الأراضي العراقية من الإرهاب ويؤدّي أدواره ومهماته ملتزماً بالوعي الإنساني والإسلامي ومراعياً حقوق جميع المكونات الشعب العراقي.

الجهاد الكفائي يجمعنا!

الشمس لایحجبها غربال الإعلام المضلل حيث رأى العالم بأمّ عينه في ذكرى فتوى الجهاد الكفائي ومن خلال العرض العسكري الذي قام به الحشد الشعبي، أنّ مظلّته الواسعة تشمل وتستوعب المسيحيين والشيعة والسنة والإيزيديين والصابئة و… فالجهاد الكفائي ضد المشروع الصهيوالإمريكي المتمثل بالإرهاب التكفيري الداعشي، جمع العراقيين ووحّدهم وخلق نموذجاً جديداً ليس لها النظير في تاريخ التعايش السلمي، فكلّ المكونات الشعب العراقي وقفت جنباً بجنب وكتفاً بكتف لمحاربة الدواعش وتسابق إخوة الدم في المعركة لتقديم التضحيات واختلطت دماؤهم لتحرير الأرض. فهل توافقون تسمية هذا النوع من التعاون بـ(التعايش الجهادي)؟ وذلك لأنّ التعايش والتعاون في هذه المرحلة بني على أساس أداء تكليف مقدّس ألا وهو الجهاد للدفاع عن دماء وأعراض وأموال الأبرياء.

الفتوى التي أصدرها سماحة السيد الإمام السيستاني حفظه الله، لم تكن للحفاظ على المكوّن الشيعي فحسب وإنّما حمت وآوت وأنقذت العراق كلّ العراق من البصرة إلى الموصل بل لها الفضل الكبير على المنطقة برمّتها إذ بسببها وأد الحشد فتنة الإرهاب في مهدها وقدّم الغالي والنفيس ودماء خيرة أبناء العراق لئلا تتوسع رقعة هذه الدولة المشؤومة إلى بقية الدول فكان الحشد حقّاً وصدقاً سلاح العراق ودرع الأمة والمنطقة الحصين.

للوحدة ثمن يجب بذله

صدق الثائر الذي قال: (الحريّة مش ببلاش!) وعلى غراره أقول: إنّ السلام والحوار واحترام الرأي المعاكس ومراعاة حقوق الآخر الديني والمذهبي والتعايش السلمي والوحدة الإنسانية والإسلامية و… لن تطبّق على أرض الواقع مجّاناً.

نعم جميعنا نعلم ونتيقّن بأنّنا نحتاج إلى تحقيق هذه المفاهيم ونشتاق ونتوق إليها اشتياق الظمآن في الصحراء لماء العذب السائغ! ونعلم في نفس الوقت ونتيقن أيضاً بأنّنا لن نراها على أرض الواقع بمجرّد تأكيدنا على أهميّتها بل تحقيقها رهن أداء الواجب الحضاري والديني تجاهها.

من الضروري أن يتحوّل السلام والوحدة إلى ركن أساسي في منظومة تفكيرنا الديني الحضاري المعاصر وأن نطلق مشاريع التوعية الفكرية والثقافية في هذا الإتجاه وكذلك علينا القيام بمبادرات عملية لمناهضة أصحاب الفتنة الطائفية لإيقافهم على حدّهم. فعلى المثقفين والعلماء أن لايسكتوا أمام هذه البدعة المستهجنة بل يحاربوها ويسكتوا الأصوات الناشزة ويلجموا سفهاء الأحلام الذين يثيرون النعرات الطائفية جهاراً نهاراً . هؤلاء يستهدفون الأمن الإجتماعي عن سبق الإرصاد والترصد باسم الدين والمذهب فيجب التحرّك ضدّهم بكل الإمكانيات المتاحة دينياً وثقافياً وقانونياً إذ ليس لهم مشروع غير إعادة المنطقة إلى المربّع الأول في الحرب الطائفية!

وضرورة المناهضة تتأكد في المدن والمناطق المختلطة التي تحتضن التنوع الديني والمذهبي والعرقي فالحفاظ على هذا التنوع وإثراء هذا الإرث الحضاري واجب إنساني و شرعي لايمكن التخلي عنه.

الحشد فقأ عين الفتنة

الحشد رجال الله في الميدان ولايكتفي أبطاله بإطلاق الشعارات الجميلة الرنانة بل هم من السابقين الأولين في محاربة الفتنة الطائفية :

  • الحشد الشعبي أبناء الفتوى المرجعية التي تؤكّد دائماً على وحدة العراق وكلمتها الشهيرة:“لا تقولوا عن أهل السنة إخواننا بل قولوا أنفسنا” رسمت خارطة طريق الحشد في هذا المجال فجاء ابن البصرة من الجنوب وقدّم دمه الطاهر لتحرير تكريت والموصل في الشمال من براثن الإرهاب الداعشي وليعود إليها أهلها معزّزين مكرّمين تلبية لنداء المرجعية للدفاع عن المظلومين .
  • الحشد الشعبي لم يميّز بين الشعب العراقي في محاربة الإرهاب بل فتح المجال أمام المتطوّعين من كلّ المكوّنات وفي كلّ المناطق وقام بايجاد التشكيلات العسكرية لهم ودعمهم بالسلاح والتدريب ثقة فيهم وبقدراتهم لتوفير الأمان في هذه المناطق الحسّاسة.
  • الحشد الشعبي كان ولايزال السبّاق في تقديم الخدمات الإنسانية للمهجّرين في المناطق المحرّرة ولايطلب من أحد في ذلك جزاءً ولاشكوراً كما أنّ المرجعية تبسط على هذه المناطق جناح العطف والرحمة وقوافل المساعدات الإنسانية من قبل مكتب المرجعية تصل إلى هذه المناطق دائماً.

أكتب تعليقا