ما مدى صحّة هذا الحديث من أشراط الساعة وهل يتعارض مع القرآن الكريم؟
25/08/2022
السوال والجواب

السؤال:
السلام عليكم مولانا
” لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء “
قرأت هذا الحديث المنسوب للرسول محمد(ص) ما مدى صحته مولانا؟ مع أنّه يتعارض والقرآن. فالله عندما يتحدّث عن نزول الغيث من السماء يقول أحيينا به بلدة ميتة أخرجنا به زرعا نباتا..حفظكم الله ورعاكم
الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يُمطَرَ النَّاسُ مَطرًا عامًّا، ولا تُنبِتَ الأرضُ شيئًا.
لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُمطرَ النَّاسُ مُطرًا لا تُكِنُّ منهُ بُيوتُ المدَرِ ، ولا تُكِنُّ منهُ إلَّا بيوتُ الشَّعرِ
هذا هو نصّ الحديث و لم أجده في مصادر الإمامية الروائية. أمّا في كتب الحديث عند أهل السنة فقد روي بعبارات مختلفة وحسب رأي علماء أهل السنة إسناده صحيح.
رؤية إلى متن الحديث:
حسب نظام العلة والمعلول والذي تمّ الإشارة إليه في الرواية (أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب) كلّ سبب يؤدي إلى تحقق مسببه لكن الغيث الذي هو سبب إنعاش وإحياء الأرض وإنباتها وخضرتها ليس المطر، فالمطر في القرآن استخدم للعذاب:
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ
إضافة إلى أنّ هناك علامات وردت في القرآن الكريم والروايات هي أشراط الساعة وعبارة عن مجموعة من الأحداث والظواهر تدلّ على قرب وقوع القيامة ففي زمن تحقق بعضها تحدث تغييرات جذرية في الكون وليس من المستبعد أنّ ما أشير إليه في الحديث يكون من ضمنها أو الحديث يشير إلى آثار الذنوب والمعاصي المنتشرة قبل القيامة ففي أشراط الساعة ما هو جزء من العذاب الذي يصيب به الناس في الدنيا قبل القيامة فيكون هذا المطر الذي لايؤدي الى الخير من الآثار السيئة لأعمال الناس وبذلك تكون علامة من علامات وقوع القيامة. فبالتالي ليس هناك تعارضاً في المتن مع القرآن الكريم.
والله العالم.