ما معنى حديث (من استمع الى ناطق فقد عبده)؟
18/10/2021
السوال والجواب

السؤال:
ما معنى هذا الحديث (من استمع الى ناطق فقد عبده)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث كاملاً كالتالي:
روي عن الإمام جواد عليه السلام: مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ يَنْطِقُ عَنْ لِسَانِ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ.
المصدر:تحف العقول، حسن بن شعبة الحرّانى، ص ۴۵۶؛ بحارالأنوار، العلامة المجلسی، ج ۲، ص ۹۴؛الحياة، محمدرضا حكیمی
الإيضاح:
ليس المقصود من الإستماع هنا سماع الأصوات بالأذن وإنّما الاستجابة الفكرية والروحية وتلقّي كلام المتحدّث والناطق بالقبول.
والحديث في سياق التأكيد على توخي الدقة في اختيار من يتلقى منه الإنسان التوجيه الفكري والروحي وفي وارد التحذير من مغبة سوء الإختيار في هذا الجانب فهو يؤكد على أنّ الذي يطمئنّ إليه الإنسان معلّماً أو مربيّاً أو مرشداً روحياً يجب أن يمتلك منظومة فكرية مستلهمة من الدين ويكون شخصية مهذّبة روحياً على ضوء التعليمات الدينية بحيث أنّه يفهم أولاً ماذا أراد الله من الإنسان في حياته الفردية والإجتماعية وثانياً يسعى جاهداً أن يعبّر في توجيهاته وتعليماته عن الله ويبيّن للناس إرادة الله ولايتكلّم من منطلق أهوائه الشخصية أو يكون منبراً للمدارس غيرالدينية أوالآراء ووجهات نظر المعادية للدين.
فبالتالي الحديث يقسّم أصحاب الفكر والإعلام والدعاة و بشكل عام كلّ من له حظ التعليم والتوجيه ( وعبّر عن هذه الشريحة بالناطق) إلى قسمين:
من يعبّر عن الدين وما يريده الله من الإنسان فمن خلال الاستماع إلى أقواله وآرائه نعبد الله.
ومن ينطق بلسان إبليس فيجب علينا رفضه ونقد أفكاره وآرائه لئلا نتعبّد إبليس من خلال اتبّاع من يمثّل في مواقفه إرادة شياطين الإنس والجنّ من أعداء الدين.
جزاكم الله خيرا