الحج خارطة طريق المسلمين: البراءة من المشركين نموذجاً

المقال منشور في جريدة الوفاق
رابط تحميل المقال بصيغة بي دي اف
نص المقال:
وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ورسوله
الإيمان بالله تبارك وتعالى ظاهرة لايمكن تحقيقها إلا بإعداد العدة للمواجهة المفتوحة والوقوف أمام أطماع وسياسات أئمة الجور والأصنام الجاهلية التي تريد فرض هيمنتها وقرارتها عنوة أو بأساليب ناعمة خادعة على حياة المسلمين.
لن نوحّد الله إلا بعد كفرنا بالطاغوت وإظهار البراءة منه موقفاً ومنهجاً بل من خلال حركتنا الدؤوبة الحضارية لبناء حياة المسلم المعاصر وصناعتها بأسلوب يكون التحدي والجهاد ضدّ القوى الاستكبارية العالمية فيها جزءا لايتجزء وركناً من أركانها الأساسية.
أما البراءة من المشركين في الحج فهي تظاهرة سياسية اجتماعية تشخّص وتحدّد للأمة هويتها وكيانها الأممي في صراعها الحضاري وتؤكّد على منافعها ومصالحها التي يجب أن تشاهدها في موسم الحج كما أنّها تعطي لها إصراراً وثباتاً على مواقفها السياسية الحاسمة تجاه القضايا العالمية.
البراءة من المشركين تعرّف للعالم أبعاداً و وجوهاً منسيةً وغائبةً لهذه الفريضة العظيمة وتأتي في كلّ سنة من خلال تجمّع الحجاج الإيرانيين ووقوفهم في صحراء عرفات لتؤكد على أنّ الحج عبادة ديناميكية ثورية عظيمة بإمكانها أن تحقق قفزة نوعية حقيقة في واقع الأمة الإسلامية المتردي والأليم.
وهذا التجمع الإسلامي العظيم قبس من إرشادات الإمام الخميني(ره) مفجّر الثورة الإسلامية في إيران وتوجيهاته المستمرة للدلالة على الحج الإبراهيمي الخالص الذي سار على دربه الرسول الأعظم محمد صلّى الله عليه و آله وبعث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحج الأكبر إلى مكة المكرمة ليعلن لهم براءة الله و رسوله من المشركين الذين نقضوا العهود.
وهذه البراءة لا تقتصر على عبدة الأصنام ومشركي قريش بل تتجدد حسب الظروف الجديدة للأمة وتجنّد طاقاتها للمواجهة أمام الطواغيت الجدد الذين يعادون الأمة ويهددون مصالحها…
ولاشك بأن خطاب الإمام القائد السيد علي الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام الذي يتم قرآئته سنويا في هذا الموسم العظيم يرسم أمام المسلمين خارطة طريقهم في أهم القضايا السياسية والمعرفية والثقافية لهم مذكّراً لهم أهم التحديات والفرص المتاحة لهم لتحقيق تغيير جذري في حياتهم الاجتماعية.
يحثنا الباري تعالى على اتباع الانبياء و المرسلين و عباده المعصومين ، و يظهر ذلك في مناسك الحج جليا في الطواف حول الكعبة التي و لد فيها عليا و اثار انشقاق الجدار ما زال يرى ، و هو معصوم بنص القران ، كما ان السعي بين الصفا و المروة ، يدل على رافته بالصالحة هاجر و ، وخروج الماء من زمزم لعنايته بها و بطفلها ، و الصلاة خلف مقام ابراهيم يدل على ذالك ايضا ، اما ما يحدث الان من الناعقين المنافقين الذين يرمون زوار الاضرحة لهولاء الصالحون ، بالشرك ، فهم يتصادمون بتلك الشعيرة و الركن الاسلامي و مناسكه .